ما هو CAR-Tعلاج في الصين؟

فلاديمير, 52 عامًا

شخّصوني في فبراير 2024 في تبليسي، حيث سافرت لإجراء الفحوصات. كانت ردّة فعلي — صدمة، تلتها حالة من اليأس والخوف.

بداية العلاج

تلقيت العلاج في موسكو، وخضعت لأربع دورات من العلاج الكيميائي. بعد الدورتين الأوليين، تقلّص الورم أخيرًا. أخبروني أنه يجب أن أكمل دورتين إضافيتين. وبعد إتمام الأربع دورات، أجريت فحص PET-CT.
واتضح أن الورم، على العكس، قد زاد في الحجم.

بعد ذلك، حددوا لي موعد عملية جراحية، وقالوا لي إنه إذا تمكنوا من استئصال الورم بالكامل، فذلك سيكون جيدًا؛ وإن لم ينجحوا، فعلى الأقل سيأخذون عينة منه لإجراء خزعة جديدة.

في النهاية، استأصلوا نصف الورم، وقالوا إنه يجب إجراء تحليل لجين معين. أجرينا هذا التحليل، وأخبروني أن لدي طفرة جينية ما.

حينها جاء اللحظة المرعبة: أخبرني الطبيب أن العلاج الكيميائي لن يجدي نفعًا بعد الآن، وشرح لي وجود علاج CAR-T. لم يكن هناك خيار آخر في حالتي. كانت هذه فرصتي الأخيرة.

علمنا أن هذا العلاج يُجرى إما في إسرائيل أو في الصين.

اتصلنا بعيادة بورين في بكين وأرسلنا لهم جميع الوثائق الطبية، فدعونا لتلقي العلاج وقدموا لنا فاتورة بقيمة 100 ألف دولار.

جمعنا المال بكل السبل الممكنة — ساعدنا الأقارب والأصدقاء كثيرًا، كما أطلقنا حملة جمع تبرعات، وساعدنا في النهاية صندوق خيري.

العلاج في الصين

أعجبني العلاج نفسه كثيرًا: الأطباء كفؤون ولطفاء جدًّا، والمستشفى جديد، والظروف مريحة، والنظافة والترتيب في كل مكان.

أمضينا شهرين في الصين. كنا خائفين — ماذا لو لم يُجدِ العلاج نفعًا؟ لكن ما أعظم فرحتنا حين نجح!

ماذا بعد ذلك؟

شرح لي الأطباء أنه يجب تناول طعام صحي ومفيد فقط، وأن من المهم طهيه جيدًا بالحرارة. ونصحوني بعدم التواجد حاليًّا في الأماكن المزدحمة، وتجنب الاتصال بالأطفال.

الآن يجب أن أخضع للفحص كل ثلاثة أشهر على مدار سنتين. أشعر الآن أنني بحالة جيدة.

بشكل عام، مزاجي جيد وعقليتي قتالية.

غولنارا, 58 عامًا

غولنار لم تبلغ الستين بعد، وهي مصابة بالمايلوما المتعددة، وهو نوع من سرطان الدم. لقد خضعت بالفعل للعلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي وزراعة نخاع العظم، لكن هذه العلاجات لم تُعطِ سوى تحسن مؤقت استمر بضع سنوات فقط. والآن، العلاج الوحيد القادر على التغلب نهائياً على المايلوما هو علاج CAR-T — تقنية ثورية تُعدّل خلايا المناعة الخاصة بالمريض نفسها، وتُدرّبها على التعرّف على الخلايا السرطانية وتدميرها. لكن هذا العلاج متاح حاليًا في أمريكا وأوروبا والصين — وأرخص مكان لإجرائه هو الصين. أما في روسيا، فمثل هذه الدراسات ما زالت في بداياتها، ولا تشمل حالات مثل حالة غولنار.

قبل خمس سنوات، وقفت غولنار أمام مدخل المكتب الذي كانت تعمل فيه محاسبةً في أوفا، ولم تستطع فتح الباب. ففي اليوم السابق، أصابها نوبة شبيهة بالسكتة الدماغية، ومنذ ذلك الحين أصبحت تعاني من آلام شديدة في الظهر، لدرجة أن مجرد سحبها لمقبض الباب كان يُطلق في جسدها — من الركبتين حتى الرقبة — ألمًا لا يُطاق.

«ما الذي تفعلينه هنا واقفةً؟» — همست الموظفة الشابة التي كانت هي الأخرى مسرعةً إلى عملها.

-ظهري يؤلمني، لا أستطيع فتح الباب.

-«أنتِ ببساطة لا تأكلين جيدًا،» — قالت الموظفة، ويبدو أنها كانت تحسد غولنارا على رشاقتها. «ما عليكِ سوى أن تأكلي جيدًا، وحينها لن يؤلمك ظهرك مجددًا،» ثم فتحت الباب.

م تُصدّق حالة غولنارا بجدية، ليس فقط من قِبل زملائها في العمل، بل من قِبل أطبائها أيضًا. قال طبيب الأعصاب في العيادة إن آلام الظهر شائعة جدًا، وأن الجميع مصابون بداء العظم الغضروفي، وإنها تحتاج فقط إلى الصبر وستزول. رفض مدير العيادة حتى التحدث إلى غولنارا. دفعت غولنارا تكاليف فحص التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني/المقطعي، وطلبت مقابلة طبيب أورام عبر علاقاتها. ولحسن حظ طبيب الأعصاب، عندما عُثر على خلايا سرطانية في دم غولنارا، اعتذر الطبيب عن اعتقاده بأن غولنارا تتظاهر بالأمر، وبدأ في تقديم المساعدة، وحصل على إحالة لها إلى مركز أمراض الدم في موسكو.

هناك، خضعت غولنارا للعلاج الكيميائي والإشعاعي، وزرع نخاع عظمي. بدأ التحسن، وتراجع السرطان. تقول غولنارا إن هاتين السنتين كانتا أسعد سنوات حياتها.

لكي تكون أقرب إلى أطبائها، باعت غولنارا شقتها في أوفا واشترت شقة صغيرة من غرفة واحدة في توشينو، لكنها كانت قريبة من الغابة. وما أعظم سعادتها حين كانت تتمشّى في الغابة! أن تتنفّس، أن تتأمل جذوع أشجار الصنوبر اللامعة تحت أشعة الشمس، أن تركب الزلاجات دون أن يعذّبها الألم، أن تستمع إلى صرير الثلج تحت الزلاجات، أو أن تضع سماعات الأذن وتستمع إلى كتب صوتية. يا إلهي، ما أعظم سعادة الكتب! فقبل المرض، لم يكن لدى غولنارا وقتٌ لقراءة أي كتب سوى القانون الضريبي.

وكان هناك أيضًا المسبح! اتضح أن المسبح مجاني للأشخاص ذوي الإعاقة، فكانت غولنارا تسبح تقريبًا كل يوم على مدار عامين متتاليين. لكن بحلول نهاية العام الثاني، بدأت تشعر بالإرهاق. وأظهر الفحص الروتيني التالي أن المايلوما قد عادت، وظهرت خلايا سرطانية مجددًا في دمها.

بعد ذلك، تطورت الأحداث بسرعة كبيرة. بدأت الأورام بالنمو في جميع أنحاء جسد غولنارا — خاصة في مفاصل الورك، حتى أصبح المشي شبه مستحيل. لم تعد غولنارا قادرة على خُطوة أوسع من خمسة سنتيمترات. وكانت تسير من بوابة المستشفى — التي لا يُسمح للسيارات بالأجرة بدخولها — حتى المبنى الرئيسي، مدة ساعة ونصف

أورام في الفك، حتى أصبح المضغ مستحيلًا.

أورام في المنصف (المنطقة بين الرئتين)، حتى أصبح التنفّس صعبًا، بل وحتى الجلوس على كرسي بات مؤلمًا.

ذات يوم، قالت لها طبيبة أمراض الدم بهدوء، وكأنها تُخبرها سرًّا:

«نحن لا نستطيع مساعدتك بأي شيء. عليكِ اللجوء إلى علاج CAR-T في الصين.» الأطباء لا يحبّذون قول مثل هذه الكلمات، ويدلّون قدر الإمكان على تجنّب الاعتراف بعجزهم.

كانت غولنارا قد سمعت من قبل عن علاج CAR-T، ودردشت في منتديات المرضى مع أشخاص يعانون أيضًا من المايلوما وتعالجوا في بكين — وهم الآن أحياء. عندما كتبت غولنارا إلى العيادة في بكين، أرسلوا لها فاتورةً بقيمة 90 ألف دولار، أي ما يقارب 9 ملايين روبل.

غولنارا وشقيقها وابنتاها قدّموا كل مدخراتهم، وجمعوا قروضًا من المعارف، لكنهم مع ذلك لم يجمعوا ما يكفي — نقصهم مليونان ونصف المليون روبل. دفع ابن أختها تكاليف سيارة الأجرة إلى المطار.

وكان هناك ازدحام مروري. كادوا أن يفوتوا رحلتهم. الموظف في مطار دوموديدوفو، الذي كان يُوصل غولنارا في كرسي متحرك من سيارة الأجرة إلى الطائرة، ركض مسرعًا وهو يقول:

- لا تقلق، لا تقلق، سأؤخر الطائرة، لا يوجد أي احتمال ألا تتمكن من الوصول إلى علاجك.

رفع مصعد خاص غولنارا في كرسيها إلى باب الطائرة بعد أن كان الممرّ (التراب) قد ابتعد عنها بالفعل، بينما كانت المضيفات يقدّمن للركاب تعليمات السلامة. وكان السفر مؤلمًا. الجلوس في المقعد ساعتين حتى يكاترينبورغ، ثم ست ساعات إضافية حتى بكين — كل ذلك كان مؤلمًا. لكن غولنارا كانت تردّد في نفسها أنها ستتحمّل هذا الألم، لأنها تطير لتلقي علاجها، ولأن لديها رغبة قوية في الحياة.

تقول غولنارا إن الموظفة في العيادة التي استقبلتها في مطار بكين كانت أكثر الناس ودًّا في العالم. وتصف كيف أن طبيبة أمراض الدم في العيادة تحدثت معها فور وصولها لأكثر من ثلاث ساعات، مستفسرةً عن كل التفاصيل. لم يسبق لأي طبيب أن تحدث معها بهذا القدر من الوقت. ولم يُجرِ لها أحدٌ من قبل هذا العدد الكبير من الفحوصات بهذه السرعة.

بناءً على نتائج الفحوصات، قدّم أطباء بكين لغولنارا خطةً للإنقاذ يوم الاثنين 24 مارس. وساعد صندوق «جغرافيا الخير» في جمع جزء من التمويل اللازم للعلاج.

خضعت غولنارا في عيادة بكين لدورة علاج كيميائي، وأنشأت مدوّنة (بلوج) على تلغرام. إليكم بعض منشوراتها:

اليوم 16: بعد العلاج الكيميائي، اختفى الورم الموجود على رأسي، وأصبح الألم في ساقي وكتفي ألمًا خفيفًا مستمرًا. بناءً على ذلك، وكذلك على نتائج التحاليل، خلص الطبيب إلى أن العلاج الكيميائي كان فعّالًا. كل يوم أتلقى محاليل وريدية تحتوي على أحماض أمينية، مما يحسّن مزاجي ويسمح لي بالتحرك بحرية باستخدام المشاية دون ألم. وأنا أيضًا أعتبر هذا تقدّمًا 😌

بعد ذلك تلقت دورةً من العلاج الإشعاعي، ثم خضعت لعلاج CAR-T نفسه:

اليوم 41: أُجريت الجرعة الأولى من علاج CAR-T.

أشعر بحالة من الترقب، وتشتدّ لدي رغبة في النوم. أما باقي الأعراض، فلا شيء غير عادي حتى الآن — لا حُمّى، وحالتي مستقرة.

الخلايا نفسها كانت تقريبًا بدرجة حرارة الغرفة، ولم أشعر بأي إحساس خاص أثناء إدخالها. خلال عملية الإعطاء والساعتين التاليتين، وُضعت أجهزة استشعار حول جسدي ووُصِلتُ بجهاز مراقبة، لكن كان بإمكاني الحركة وتناول الطعام كالمعتاد — فقط لم أستطع الابتعاد عن السرير. بعد انتهاء فترة المراقبة، سلّموني جدولًا لتسجيل درجة الحرارة كل 3–4 ساعات.

غدًا الجرعة الثانية، تمنّوا لي حظًا سعيدًا! كل فكرة طيبة ستساعدني 🙏🏻

اليوم 42: أُدخلت الجرعة الثانية من CAR-T!

اليوم فكّرتُ كثيرًا في العبارة: «إذا لم تستطع تغيير الظروف، غيّر نظرتكَ إليها». لطالما نظرتُ إليها بنظرة شكّ، فما الجيد الذي يمكن العثور عليه في ظروف سيّئة بشكل صريح؟

واليوم كنت أفكر في كم يتطلب هذا المرض من جهد، وكم يفتح أعيننا. بصراحة، لم أتوقع قط أن يتواصل معي هذا العدد الكبير من الناس. إنه لأمرٌ مُفاجئٌ بالنسبة لي، كم يمكن حتى للغرباء، سواءً بالنسبة لي أو بالنسبة لبعضهم البعض، أن يفعلوا معًا!

ربما تُلهم قصتي شخصًا ما ليبدأ الكفاح. فالمساعدة تأتي دائمًا حين تبدأ أنت بالقتال.

اليوم 46: لا يمكنكم أن تتخيلوا كم كان لطيفًا أن أستيقظ اليوم وأشعر أنني حيّة بعد معركتي البارحة مع الحُمّى والليلة التي لم أنم فيها! أنا مستلقية، وشعاع شمسٍ صغيرٍ مرحٍ يلمع في عينيّ ويوقظني — يا إلهي، ما أعظم هذا السعادة! طوال الليل كانت الممرضة تأتي كل ساعة، تتفقّد درجة حرارتي وترعى حالتي. ما أروع الشعور بالطمأنينة حين تكون بين أيدين أمينتين!

كإنسانةٍ مرت بالقلق وعدم اليقين، وتساءلتُ مرارًا: «ماذا أفعل؟»، أشعر الآن بطمأنينةٍ أكبر بكثير. وأفكّر: «يا إلهي، أحقًّا أنا من قطعت كل هذا الطريق من اللحظة التي قرأتُ فيها أول مقالة عن علاج CAR-T على الإنترنت، حتى وصولي إلى تلقي هذا العلاج؟» هذا الطريق الطويل قد أصبح الآن وراء ظهري.

بالمناسبة، نُشرت قصتي في قناة تلغرام «كيف يُعالج هذا». لو كنتُ أعلم في ذلك الوقت أن هناك من يكتب أصلًا عن علاج CAR-T، لكان قلقي وعذابي في اتخاذ القرار أقلّ بكثير...

اليوم 63: يومٌ مزدحم اليوم. حقنة لتنشيط إنتاج كريات الدم البيضاء، محاليل وريدية بخلايا الدم الحمراء، سحب دم للتحليل، وحقنة دينوسوماب... الكثير من الإجراءات

أحضروا لي تقريرًا ورقيًا لتصوير مقطعي بالإصدار البوزيتروني. بشكل عام، انخفض حجم ونشاط الأورام بشكل ملحوظ، فقد كانت مخيفة في البداية... ولكن لا يزال هناك مجال كبير للتحسن

وفقًا لهذه النظرية، يُفترض أن تُدمر خلايا عضلة القلب الأورام طوال حياتها، ويُعدّ الورم مُحفّزًا لتوسّعها. ومع انكماش الأورام، يتناقص توسّعها أيضًا.

لكن الأهم بالنسبة لي أن تؤتي هذه الإجراءات ثمارها 🙏، وأن أتمكن من استعادة جسدي، فكل علاجٍ يُعدّ في النهاية إجهادًا للجسم 😊. غدًا أعود إلى البيت!

مدوّنة غولنارا: t.me/vmestedlyagulnary

في نهاية مايو 2025، عادت غولنارا إلى موسكو، حيث تبقى تحت مراقبة الأطباء.

فاليري, 56 عامًا

قصة فاليري: رحلة من اليأس إلى الأمل

فاليري مريض روسي شُخِّص بسرطان الدم الليمفاوي الخلوي البائي. بعد عملية زرع نخاع عظمي ثانية، عاد المرض. أخبره الأطباء في المستشفى المحلي أن فرص شفائه تكاد تكون معدومة. كانت هذه صدمة حقيقية: فاليري كان يائسًا وكاد يفقد ثقته في شفائه.

لكنه لم يستسلم.

أثناء بحثه عن خيارات علاج مختلفة، تعرّف فاليري على الدكتور تشاو ده فنغ من عيادة بكين. وبعد التواصل المبدئي وتقييم شامل لحالته، قرّر الفريق الطبي قبوله للعلاج.

«ظننت أنهم لن يقبلوني... لكن فريق الدكتور تشاو دعمني وأعاد لي الأمل. هذا منحني القوة للاستمرار في الكفاح،» يتذكّر فاليري.

بآخر أملٍ في النجاة، قطع آلاف الكيلومترات برفقة زوجته للحصول على علاج CAR-T في بكين.

الحالة الحرجة والتشخيص الدقيق

بعد وصوله إلى العيادة، خضع فاليري لفحصٍ كامل. تبيّن أن الانتكاس لم يحصل في نخاع العظم فحسب، بل أيضًا في السائل النخاعي — ما يشير إلى شكلٍ شديد جدًّا من المرض، مع إصابةٍ في كلٍّ من الجهاز العصبي المركزي ونخاع العظم. بالإضافة إلى ذلك، تم اكتشاف جين BCR-ABL1، الذي لم يُكتشف عند التشخيص الأولي.

بفضل التحليل الجيني عالي الدقة، تمكّن فريق المستشفى من وضع خطة علاج مخصصة تتناسب تمامًا مع الحالة الراهنة لفاليري.

يقول الدكتور تشاو: «وصل المريض بحالةٍ حرجة — يعاني من فقر دم، وانخفاض شديد في عدد الصفائح الدموية، وعبء ورمي مرتفع جدًّا. كما سبق أن خضع لزراعتين لنخاع العظم، وكانت تلك تجربةً قاسية عليه جسديًّا ونفسيًّا على حدٍّ سواء».

بعد التحدث مع المريض، أوضح الفريق أن هناك أملًا في الشفاء مع علاج CAR-T. وكان ذلك بمثابة بداية رحلة التعافي، جسديًا ونفسيًا.

العلاج والنتيجة

في بداية العلاج، استُخدمت خلايا من متبرع لإعداد خلايا CAR-T المستهدفة لمستضد CD19. وعلى الرغم من ظهور متلازمة إطلاق السيتوكينات (حمى وطفح جلدي)، تمكّن الفريق بسرعة من السيطرة على هذه المضاعفات باستخدام العلاج الدوائي المناسب.

«بعد الانتكاسة الثانية في روسيا، شعرتُ أنني على حافة الهاوية. لكن بفضل العلاج ودعم فريق الدكتور تشاو، عادت لي الثقة من جديد. أنا ممتنٌ لكل من ساعدني — الآن أنا أؤمن بالحياة مجددًا،» يشارك فاليري.

أظهرت خزعة نخاع العظم قبل الخروج من المستشفى وجود راحة عميقة — حيث لم يُعثر على جين BCR-ABL1. كما اختفت الخلايا الورمية تمامًا من السائل النخاعي، وعادت مستويات كريات الدم البيضاء والحمراء والصفائح الدموية إلى طبيعتها تقريبًا. لقد تراجع المرض.

تعبيراً عن امتنانهما، صنع فاليري وزوجته لافتة حريرية مخصصة وسلّماها شخصيًا لفريق العيادة.

«لقد أثّر فيّ هذا الطريق من أعماق قلبي. بفضل فريق الدكتور تشاو، بات بإمكاني العيش والعمل من جديد. في المرة القادمة، آمل أن آتي إلى الصين ليس للعلاج، بل في رحلة عادية مع عائلتي!» يقول فاليري مبتسمًا.

فلاديسلاف, 26 عامًا

الانتصار على الليمفوما: كيف ساعد علاج CAR-T في الصين شابًّا روسيًّا يبلغ من العمر 26 عامًا على التغلب على شكلٍ عدواني من السرطان

في بداية عام 2024، تم تشخيص إصابة فلاديسلاف البالغ من العمر 26 عامًا من روسيا بـ«الليمفوما البائية الكبيرة المنتشرة الأولية في المنصف» (PMBCL) — وهو نوع نادر وعدواني من الليمفوما غير الهودجكينية، يصيب في الغالب المرضى الشباب. تطور المرض بسرعة كبيرة، رغم خضوعه لعدة بروتوكولات علاجية، بما في ذلك R-EPOCH وR-DHAP، بالإضافة إلى أنظمة علاجية تجريبية تم تطبيقها في روسيا. وأدى نمو الورم في المنصف وظهور نقائل (متاستازات) في الكبد والكليتين إلى استنتاج أن البروتوكولات القياسية لم تعد فعّالة.

عندما اعترف الأطباء المحليون بأن خيارات العلاج قد استُنفدت، توجهت العائلة إلى مستشفى في بكين — أحد المراكز الرائدة في آسيا في مجال أمراض الدم والأورام. أُدخل المريض إلى المستشفى على وجه السرعة، وخضع لفحصٍ شامل شمل التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET-CT)، وخزعة نخاع العظم بالإبرة والبزل القطني. أظهر التصوير المقطعي (CT) وجود آفات عديدة ذات نشاط أيضي مرتفع: عقد ليمفاوية فوق الحجاب الحاجز وتحته، وورم متضخم في المنصف، بالإضافة إلى آفات في الكبد والكلى اليسرى.

استراتيجية العلاج: جسرٌ ثم علاج CAR-T

عُرض على فلاديسلاف نهجٌ مبتكر: علاج جسري مخصص لتقليل كتلة الورم قبل إعطاء خلايا CAR-T. في البداية، طُبّقت عليه خطة علاجية تضمّنت بولاتوزوماب فيدوتين (POLA) والميثوتريكسات وحمض الأوبتيكوليك. وأظهر التصوير المقطعي (CT) بعد أسبوعٍ فقط تقلّصًا ملحوظًا في الآفات الورمية. بعد ذلك، أُجريت جلسات علاج إشعاعي موضعي على الكبد والكلى، ما أدى إلى مزيدٍ من التخفيف من العبء الورمي.

CAR-T ومراقبة الاستجابة المناعية

بعد تحضير جسمه وفق بروتوكول FC (فلودارابين + سيكلوفوسفاميد)، أُدخلت لفلاديسلاف في 14 أبريل 2025 خلايا CAR-T مزدوجة الهدف، تستهدف المستضدين CD19 وCD22. ولتعزيز الفعالية ودعم تكاثر الخلايا، تم استخدام مثبّط نقطة التفتيش المناعي PD-1 كعلاج إضافي.

بشكل مفاجئ للأطباء، تحمل المريض العلاج بسهولة: سُجّل لديه فقط متلازمة إطلاق السيتوكينات من الدرجة الأولى (CRS I)، دون أي علامات على السمية العصبية. وأظهر فحص PET-CT المتكرر في مايو راحةً أيضيةً كاملة وفق مقياس دوفيل ، ما يعني اختفاء النشاط الورمي تمامًا.

ليس العلاج فحسب، بل أيضًا الرعاية

يؤكد فلاديسلاف أن انتصاره على المرض لم يبدأ بالأدوية، بل بالرعاية. استُقبِل مباشرةً في المطار، ووُصِل إلى غرفته في المستشفى، وسُاعد في إنجاز الأوراق الرسمية، ووُضّح له كل مرحلة من مراحل العلاج. كان فريق المترجمين متاحًا على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، وكانت الحسابات المالية شفافة وواضحة مسبقًا. وعند خروجه من المستشفى، سلّمه طبيبه المعالج رسالة تهنئة شخصية — رمزٌ للعناية والاهتمام الذي كان يفتقده في وطنه.

«كنتُ مستعدًّا للاستسلام. لكن هنا أعادوا لي ليس صحتي فحسب، بل أيضًا رغبتي في الحياة،» قال فلاديسلاف.

تعليق الطبيب المعالج

وفقًا لما قاله الدكتور جانغ وي، نائب رئيس مركز الليمفوما والمايلوما:

«يُبرز هذا الحالة إمكانيات الطب الحديث في الصين. لقد جمعنا بين تقنية CAR-T الحيوية والعلاج الجسري المخصص والنهج الإنساني. والنتيجة — راحة تامة لدى مريض كان يُعتبر سابقًا بلا أمل.».